بعد أن أصبحت الإصابة بفيروس كورونا المستجد وصمة عار على ضحايها، فى مشهد درامى حزين تمكنت أسرة الطبيبة المتوفاة بالدقهلية إجراءات دفنها جراء إصابتها بفيروس كورونا، وبعدما حدثت مشادت بين قوات الامن وبين أهالى القرية المحتجين على أن تدفن فى مدافن أسرتها بالقرية، (القرية التى توالت عليها الإتهامات بين قسوة قلب سكانها، أو خوف أعمى قلوبهم فأنساهم أن اكرام الميت دفنه مما ادى إلى تدخل أجهزة الأمن وإلقاء القبض على عدد منهم.
انتقلت الطبيبة سونيا عبدالعظيم عارف،64سنة غير ممارسة للطب، بعد إصابتها بفيروس كورونا، فبعد عودة إبنتها العائدة من إسكتلندا، انقلت سونيا لمستشفى الصدرللاشتباة بأنها حاملة للفيروس لتصبح بعد ذلك أول إصابة تسجل فى مدينة المنصورة، وبعد ان أظهرت التحاليل أنها حاملة للفيروس، تم نقلها بمستشفى العزل بالإسماعيلية فى منتصف مارس الماضى، لكن لسوء حالتها الصحية ولأنها تعد من أصحاب الأمراض المزمنة بالإضافة إلى أنها من كبار السن لم تتحسن حالتها، لتكتب بالأمس نهاية قصتها.
فى رفض تام من أهالى قريتها أن تدفن فيها، خوفاً ورعباً أن يصبحوا من القرى المعزولة أو الموبوءة، فمع إشراقة شمس يوم السبت وبحلول الساعة السابعة صباحاً بدأت مفاوضات الاسرة مع أهالى القرية، زادات الأعداد ورفضت الجموع دفن المصابة، وانقطعت كل السبل فىإقناعهم.
لم تجد الأسرة حل آخر أمامها إلا الرجوع إلى مسقط رأسها قرية “ميت العامل بدائرة مركز أجا”، إلا أن أهالى تلك القرية لم يكونوا أرحم من أهالى قرية زوجها، لتيعود جثمان الطبيبة مرة آخرى ” شبرا البهو” بقيادة نائب مدير أمن الدقهلية لتهدئة أهل القرية وتوعيتهم بأن مراسم الدفن ليس بها خطر على القرية.
سعت مديرية الأمن لطمئنة الجموع المتجمهرة أنه لا خوف من الجثمان وأنه قد تم أخذ كافة الإجراءات الصحية والوقائية لجثة السيدة المصابة، إلا ان رد الأهالى كان تجمهراً فى مقابر زوجها، واعتراضهم سيارة الإسعاف التى تحمل الجثمان مما أدى إلى تدخل قوات الأمن لفض التجمهر، إلقاء الغازات المسيلة لدموع لتفريق الجموع المعترضة، وإلقاء القبض على عدد منهم، لتتمكن الأسرة من دفن ميتهم، وإنهاء إجراءات الدفن بحضور الإدارة الصحية بأجا، والتي تولت عملية تطهير وتعقيم المقابر عقب الدفن.