تواصل السياحة المصرية تحسنها سواء من حيث أعداد الوافدين، أو من حيث تنافسية الأوضاع السياحية في مصر.
وقد شهد العام المالي 2017/ 2018 ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 47.5% مقارنة بما كان عليه في عام 2016/ 2017، حيث سجل عدد السياح الوافدين إلى مصر نحو 9.8 مليون سائح خلال عام 2017-2018 مقابل نحو 6.6 مليون سائح في عام 2016-.
وتستهدف الحكومة زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى 12 مليونا خلال السنة المالية 2019-2020، بارتفاع نحو 11% عن السنة المالية السابقة.
وهذا الارتفاع الملحوظ كان نتيجة تحسن حقيقي في تنافسية السياحة المصرية ، فوفقًا لتقرير تنافسية السياحة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تحسن ترتيب مصر من المركز 74 إلى 65 من بين 140 دولة شملها التقرير، وهو رابع أفضل تحسن في العالم.
وكان أكثر العوامل جاذبية في السياحة المصرية تنافسية الأسعار، فمصر تُقدم ثالث أفضل خدمات سياحية بأسعار تنافسية في العالم، وهي قبلة مهمة للسياح الذين يبحثون عن إجازات غير مكلفة، كما قامت وزارة السياحة ببذل جهود كبيرة فيما يخص الترويج، لذلك فالعلامة التجارية للسياحة المصرية انتقلت من المرتبة 60 عالميًا إلى الخامسة، كما قامت مصر بإنفاذ اللوائح التنظيمية البيئية بصرامة، ما يحافظ على استدامة السياحة المصرية.
كما أن الجهود الأمنية جعلت تصنيف الأمن والسلامة في مصر في المرتبة الثانية في قائمة الأكثر تحسنًا، وارتفع التقييم 18 مرتبة دفعة واحدة، ما جعل المسافرين أكثر ثقة في الذهاب إلى مصر.
ولكن ما قلص من فرص نمو السياحة في مصر هو زيادة متطلبات التأشيرة، وفيما يخص هذا المؤشر الفرعي انخفض ترتيب مصر من 51 عالميًا إلى 123.
كما أن على الحكومة المصرية المقارنة الدائمة مع دول المنطقة، صحيح أن مصر كانت الأكثر تحسنًا في مجالات الأمن وتحسين الطرق في المنطقة، وكانت الأفضل تقييمًا في الاستدامة البيئية بفضل مستوياتها المنخفضة في إزالة الغابات، والإجهاد المائي، هذا بالإضافة إلى تصدر المنطقة فيما يخص توفر المزارات الثقافية، وقد تحسن الترتيب بوضوح في هذا المجال بسبب تحسين البنية الرياضية لاستضافة أمم إفريقيا 2019، كما استفاد السائحون من انخفاض الأسعار في مصر بعد تحرير سعر صرف الجنيه.
في النهاية تحتل مصر المرتبة السادسة إقليميًا “الخامسة مكرر”، بعد الإمارات وقطر وإسرائيل وعمان، بينما حصلت على نفس التقييم مع البحرين والمغرب، وعليها معرفة ماذا يُميز باقي دول المنطقة.
إيران تقدم أسعارا أفضل وقطر لديها بيئة أعمال أفضل، وهي الأسهل في الحصول على تأشيرة الدخول، وعمان أكثر أمنًا، وإسرائيل الأفضل في توفر الرعاية الصحية، كما أن لديها أفضل موارد بشرية، والإمارات لديها أفضل خدمات طيران، وهي الأفضل أيضًا في مستويات استخدام التكنولوجيا، والبنية التحتية الفندقية والسياحية، والبحرين طرقها أفضل، والمغرب أفضل في توفر الموارد والمناظر الطبيعية، وهي الأفضل أيضًا في توفر المعلومات التي تسمح للسائح باتخاذ القرار السياحي السليم.
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المصرية لتحسين تنافسية السياحة بمصر، واستحالة أن تكون مصر الأفضل في كل شيء، فمازالت هناك مساحة كبيرة للتعلم والتحسن، بين الواقع والممكن تحقيقه.