أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إطلاق جيش تركيا بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.
وتهدف العملية إلى تطهيرها من إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وتسعى العملية العسكرية إلى القضاء على الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
عمليات سابقة
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدى فيها تركيا السياسات العالمية ويغزو أراضي غير بلاده، ولكن هناك هجمات سابقة شنها “أردغان”.
وكانت العملية العسكرية الأضخم التي شنها جيش تركيا خارج حدود البلاد في تاريخه المعاصر فقد جرت شمال قبرص عام 1974، وأطلق عليها “أتيلا”، وهو اسم حمله آخر ملوك قبائل الهون التي ينحدر منها الأتراك، وفق بعض الروايات.
وكان هذا الملك قد مرّغ أنف الإمبراطورية الرومانية في التراب في القرن الثالث الميلادي وأجبرها على دفع الجزية، وكان يوصف بأنه قوي ورهيب.
ويلاحظ من هذه التواريخ الثلاثة الهامة أن أسماء العمليات التي يقوم بها الجيش التركي خارج حدوده، شهدت في عهد حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان تغييرا كبيرا، ففي النموذجين الأخيرين حملت التسميتان مضمونا “وديعا” ومسالما ووديا على النقيض من الاسم الأول أتيلا، رمز الحزم والقوة.
سيناريوهات
أكد عضو المؤتمر الوطني الكردي، فرحات باتييف، أن قوات كردستان السورية ليس لديها خيار سوى الدفاع.
وتابع: ووفقا له، فإن مهمة القيادة التركية هي احتلال الأراضي من محافظة إدلب إلى محافظة دير الزور، و”هذا تكرار لقصة قبرص، التي تم تقسيمها إلى الجمهورية التركية لشمال قبرص وقبرص نفسها”.
وقال : “في حالتنا، الحديث يدور عن إنشاء جمهورية شمال سوريا التركية”.
وحذر مكتب الكرملين الصحفي، من أي أعمال قد تضر بعملية التسوية، ومع ذلك، فمن الصعب نفي أن يكون النقل المحتمل للمناطق الشمالية الشرقية السورية إلى أيدي أنقرة مريحا لموسكو: الجانب التركي يبدو لها أكثر قابلية للتفاوض من الأمريكيين.
وقال خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية، أنطون مارداسوف: “من وجهة نظري، هذا سيناريو للحد من التصعيد: الأمريكيون، ابتعدوا بهدوء عن المنطقة التي قاموا بدوريات فيها ثلاث مرات مع الأتراك.
وفيما لا يستبعد أن تسيطر عليها المعارضة، فالأخيرة تتكون من وحدات غالبية عناصرها من سكان هذه المنطقة بالذات: لقد تم إعدادهم منذ فترة طويلة في شمال محافظة حلب.
ومن غير المستبعد أن يتوغل الأتراك في المستقبل أكثر، ولكن أيضا وفق سيناريو “هادئ” مشابه.
ورقة الكشف هنا، هي القامشلي (العاصمة السياسية لكردستان السورية)، فهي من سيؤثر على مصير مقاتلي داعش المحتجزين في سجون قسد.