الحديث النبوي الشريف خيركم من تعلم القرآن وعلمه يتحدث عن الخير الذي يقدمه الشخص لغيره في الحياة وخاصة تعلم القرآن الكريم وهو من أفضل ما يجب على المسلم القيام به إذا كان في مقدرته فعل ذلك، فمن واجبنا نحو القرآن الكريم هو تعلمه وتعليمه للغير ولقد ورد عن رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم في حديث نبوي شريف ما رواه الترمذي النسائي والحاكم قوله: “خَيْركم خَيْركم لأهله”، ومن خلال مقالنا اليوم سوف نقدم لكم شرح مفصل لهذا الحديث تابعوا معنا.
نقدم لكم شرح مفصل لمعاني مفردات الحديث النبوي كما يلي:
- خيركم: أي أفضلكم حيث أن كلام الله عز وجل المنزل على نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام المنقول إلينا فيب المصاحف من بداية سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس وهو قرآن كريم تكلم به رب العباد وسمعه رسولنا الكريم من جبريل عليه السلام وبلغه إليه حتى يصل إلينا.
- في الحديث الشريف هذا دلالة على شرف القرآن الكريم وشهادة من رسولنا الكريم بأن لمن يقوم بتعلم القرآن وتعليمه للغير مكانة عند الله كبيرة وقراءته تعتبر من أفضل أعمال البر حيث أن الإنسان ينال البر بدرجة معرفته للقرآن وتعليمه لمن حوله.
- بدأ الحديث النبوي الشريف بتوضيح خير وأفضلية من يقوم بتعلم القرآن الكريم وتعليمه للحصول على رضا الله.
- كما أوضح الحديث بأن القرآن الكريم يعتبر حبل الله المتين فمن يقوم بحفظه وتلاوته وتعلمه على أكمل وجه ينال من الله الأجر والثواب العظيم ومن دعا إليه فإنه يعتبر من الأتقياء.
- خير الناس هم أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول الله تعالى في كتابه: “كنتم خير أمة أخرجت للناس”، وخير أمة محمد أيضاً من تعلم القرآن حق تعلمه وعلمه للغير حق تعليمه.
شرح كامل للحديث
خطاب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث للأمة بشكل أجمع فإن من خير الناس فيها من جمع بين الوصفين في الحديث وشرح كل كلمة في هذا الحديث نوضحها لكم كما يلي:
- إن تعلم القرآن الكريم وتعليمه للغير ليس المقصود منها تعلم القرآن الألفاظ الموجودة به فقط وإنما يشمل المعنى أيضاً فلابد من تلاوته حق التلاوة والحفظ مع التفسير.
- فيتعلمه ويحفظه الشخص ويتدبر آياته ويتمعن في تفسيرها ويحصل على استنباط كامل لأحكامها ويعمل بها ويستفيد من علومه الشرعية التي يحتاج إليها في التعرف على ما به من أحكام.
- بعد أن يتعلمه يعلمه للغير حتى يصبح معلم وعالم بما فيه وينتفع به الغير وبذلك يحصل على الثواب العظيم.
- على من يتعلم القرآن الكريم أن يستفيد من العلوم الشرعية الأخرى المرتبطة به من أصول وفروع حيث أن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً.
- يتعلم من يقرآ القرآن أيضاً حفظه وتجويده ونطق الحروف بشكل صحيح وإعراب ما به وفهم معانيه ومعرفة مقاصده وأسباب نزول الآيات.
- تعلم القرآن الكريم أيضاً تشمل أحكامه وحلاله وحرامه والمواعظ والأوامر الموجودة به ولابد أن يكون من لديه علم ليعلم به الغير أن يلم بك ما به والوقوف على كل آية وشرحها.
- إن لم يجد الشخص في القرآن ما يفهمه يمكنه اللجوء إلى السنة النبوية فهي المصدر الثاني في التشريع الإسلامي وهو تطبيق عملي لما وجد في كتاب الله عز وجل.
- إذا كان خير الكلام هو كلام الله فإن خير الناس بعد النبيين والصحابة من تعلم القرآن وعلمه لمن حوله وعلى من يقوم بتعلم القرآن أن يكون ذلك بإخلاص نيته لله ومقصده رضاه والحصول على الثواب والأجر العظيم من ذلك.
شرف تعلم القرآن وتعليمه
بعد أن شرحنا لكم شرح مفصل للحديث النبوي الشريف نوضح لكم المكانة والشرف الكبير الذي يحصل عليه من يقوم بذلك:
- الشرف العظيم الذي يحصل عليه الشخص الذي يتعلم القرآن ويعلمه لمن حوله هو علو ورفعة منزلته المرتبطة بالقرآن الكريم فهو محور حياتنا وجوهر الرفعة لنا جميعاً.
- في هذا الحديث دعوة للإقبال على تعلم وتعليم القرآن وتلاوته وتدبر ما به والتفكير فيه وتعليم الأطفال في الصغر تلاوته وحبه حتى يتحلوا بأخلاقه.
- إن تعلم القرآن الكريم يظهر الأخلاق ويزكي النفس، وعلى من يرغب في تعلم القرآن الكريم أن يتعلمه على يد شيخ أو عالم متقن بمعاني وتلاوة القرآن بالشكل السليم.
اطلع أيضا على:
المعاني المستفادة من الحديث
شرحنا لكم خيركم من تعلم القرآن وعلمه ومن بين السطور التالية نوضح لكم أهم المعاني المستفادة منه كما يلي:
- في هذا الحديث بيان فضل القرآن الكريم وأنه يرفع من مكانة من يقرأه ويتعلمه.
- خير هذه الأمة من يهتم بقراءة القرآن بكافة تفاصيله وأحكامه ويقرأه بتمعن ويتعلم منه.
- من يتدبرون القرآن الكريم وآياته وأحكامه ويعملون بها يعتبرون هم صفوة الناس.
- لابد من تقدير آهل القرآن الكريم ممن تعلموه ورفع منزلتهم.
- على المسلم ألا يكتم العلم الذي تعلمه وخاصة إذا كان تعلم القرآن الكريم.
معنى تعلم وتعليم القرآن الكريم
تعلم القرآن الكريم وتعليمه يحتاج إلى تعلم الحروف والمعاني وتعلم ألفاظه والوسائل التي يتم توصيل المعلومة بها للمتعلم وفي الحديث يتضح لنا أمران وهما:
- الأمر الأول أنه لا يلزم على قارئ القرآن أفضل من الفقيه فإن كان يدري بمعاني القرآن واكتسبها من الفقهاء وكانوا له قدوة وتعلم منهم لا من كان قارئ لا يفهم شيئاً من معاني القرآن الذي يعلمه للغير.
- أما الأمر الثاني فإنه يلزم على الشخص ويفضل أن يكون مجاهد ومرابط بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولابد في ذلك من مراعاة الإخلاص في إختيار من يقوم بتعليم القرآن الكريم بالشكل الصحيح للغير، وخير المتعلمين من يعلم غيره ولا يقتصر بهذا العلم على نفسه.
أمثلة عن السلف الصالح
أدرك السلف الصالح خيرية وأفضلية من يتعلم القرآن من حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه ولذلك تسابقوا في حفظه وتعلمه وتعليمه للغير حتى يحصلوا على الثواب العظيم ومن أبرز من قاموا بذلك:
- أبا عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السُّلَمي فقد كان يقوم بتعليم الناس القرآن الكريم في مسجد الكوفة لمدة أربعين سنة وقد بدأ تعلممه في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- الإمام المُقرئ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم المدني وهو من أحد القراء السبعة فقد كان يقوم بتعليم الناس دهر طويل أكثر من 70 عاماً.
- ومن أمثلة من قاموا بتعليم القرآن أيضاً الإمام أبو منصور الخياط البغدادي حيث درس عدد من القراء كبير وتخرجوا على يديه في حفظ القرآن الكريم.
- كما من أهم من تعلموا القرآن الكريم وعلموه لمن حولهم على أبي بن كعب وابن عباس فق روي عنه أنه قال: “قرأت القرآن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرات”، وكان من حفظة كتاب الله حتى صار من أعلام الحديث ورفعه الله بقرائته وعلمه وتعليمه للغير.