لكل فعل رد فعل، إلا في البلدان العربية التي غالبًا تلتزم الصمت أو تصرح متأخرًا في الأحداث العالمية أو السياسية والعسكرية التي تحدث بالبلدان الأخرى.
ويظهر ذلك في عدم نشر أي تصريحات من معظم البلدان العربية على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، إطلاق الجيش التركي عملية نبع السلام ضد وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم “داعش” بشمال شرقي سوريا.
وتعد عملية نبع السلام هي الثالثة التي تقوم بها القوات التركية داخل الأراضي السورية، ضد القوات الكردية.
وقال مصدر بوزارة الخارجية السورية إن بلاده عازمة على التصدي لأي عدوان تركي “بكافة الوسائل المشروعة”.
وأضاف المصدر أن الحكومة: “على استعداد لاحتضان أبنائها الضالين إذا عادوا إلى جادة العقل والصواب”، في إشارة على ما يبدو إلى سلطات كردية سورية تسيطر على شمال شرق البلاد.
مجلس الأمن الدولي
وعلى جانب أخر يبحث مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، منذ صباح اليوم الخميس، الهجوم التركي على شمالي سوريا، ومحاربة الاكراد ، في حين تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في الشأن ذاته السبت المقبل.
وذكرت مصادر دبلوماسية غربية، الأربعاء، أن الدول الأوروبية في مجلس الأمن طلبت عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، الخميس، لبحث الهجوم التركي على شمالي سوريا.
وتقدمت بالطلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، على أن تعقد الجلسة منتصف النهار بتوقيت نيويورك، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس” عن المصادر الدبلوماسية.
ودعا رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي جيري ماتيوس ماتجيلا، تركيا، الأربعاء، إلى “تجنب المدنيين” و”ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” خلال عملياتها العسكرية في سوريا.
الناتو
وبدوره أعلن ينس ستولتنبرغ، أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة وتعرضت لهجمات إرهابية مروعة، في تعليقه على عملية ” نبع السلام ” العسكرية التي تنفذها أنقرة شمالي سوريا.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي “أؤمن بأن تركيا ستتحلى بضبط النفس وأن أنشطتها ستكون متوازنة ومناسبة”.
وأشار إلى ضرورة امتناع تركيا عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تصعّد حالة عدم الاستقرار وحدة التوتر في المنطقة.
وأكد على وجوب حماية المكاسب المهمة التي تحقّقت في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، لافتا إلى استضافة تركيا عددا كبيرا من اللاجئين على أراضيها، وفق وكالة “الأناضول”.
وأشار إلى أنه سيجري زيارة رسمية إلى تركيا الجمعة المقبلة، وسيتلقي خلالها مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
روسيا
هذا وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد دعا خلال حديث هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق اليوم الأربعاء، لتقييم الموقف بعناية حتى لا تتعرض الجهود الرامية إلى حل الأزمة السورية للضرر وأكد ضرورة احترام وحدة أراضي سوريا والحفاظ عىيها.
البيت الأبيض
فيما أعلن البيت الأبيض “أن القوات الأمريكية لن تدعم العملية العسكرية التركية المرتقبة شمالي سوريا، ولن تشارك فيها، وأن القوات الأمريكية التي هزمت تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول)، لن تتواجد بشكل مباشر في تلك المناطق، وستكون تركيا مسؤولة بعد الآن عن إرهابيي “داعش” الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة في المنطقة خلال العامين الأخيرين”.
الإمارات
وأخيرًا أصدرت وزارة خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة بيانا أدانت فيه العدوان التركي على الأراضي السورية.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أدانت دولة الإمارات بأشد العبارات العدوان التركي على سوريا.
وقالت إن العدوان التركي يمثل تطورا خطيرا واعتداء صارخا مرفوضا على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخا في الشأن العربي.
وأكد البيان موقف الإمارات “الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين ..محذرا من تبعات هذه العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها”.