جاءت الأحداث الجارية التي تمر بها المنطقة بشكل عام، وخاصة مصر لتؤكد حجم المؤامرة التي تحاك ضد هذا الوطن، وبرغم أن الحديث عن مثل هذه المؤامرات والمخاطر ظل لسنوات مضت، إلا أن ما نعيشه الآن أصبح يشغل كل ما هو مصري يحب ويعشق هذا الوطن في الداخل والخارج.
لقد أصبحنا نعيش وسط عدة مخاطر، يأتي في مقدمتها الحدود الملتهبة، خاصة من الناحية الغربية، والحدود مع الشقيقة ليبيا، والممارسات الحمقاء التي يقوم بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد ما شهدته منطقتي سرت والجفرة، ومن ثم إدارك حجم الخطر على الأمن القومي المصري، من وجود مثل هؤلاء في الجوار بهذه الطريقة وبهذا المخطط الدنئ تجاه ليبيا.
ولعل فشل المفاوضات الأخيرة مع إثيوبيا بشأن سد النهضة جاء ليضيف خطراً جديداً، تزامناً مع ما يثار من تصريحات بشأن بدء ملئ سد النهضة، الأمر الذي يعد تحدياً للاتفاقيات والأعراف، ومن قبل ذلك، تجاوزاً للأخوة الإفريقية والمصير الواحد، والهدف المشترك نحو الحق في الحياة.
ومن هنا لا ننسى خونة الداخل، ومن ينتظرون دخول البلاد في معارك هنا وهناك، ظناً لإقتناص فرصة الانقضاض وتنفذ مخطط دنئ، سواء من الناحية الشرقية بسيناء، أو غيرها، ودعم دول لا تريد الخير لمصر لكل ما سبق، وتوفير كل ما يلزم من تمويل نحو هدم وإرباك الدولة المصرية.
وفي تقديري أن كل هذه الأزمات ستجعل من الشعب المصري وحدة واحدة، وصفاً واحداً مع مؤسسات الدولة والقيادة السياسية حال التعرض للخطر الذي لم يعد يفرق بين مؤيد ومعارض، ولأننا تعلمنا أن الخلاف أو الاختلاف يكون في الوطن وسياساته، وليس على الوطن ومصيره، أؤكد يقيناً بأن اللحظة الحالية فارقة في تاريخ مصر وشعبها، وأقول بأن الحياد الآن يصبح خيانة، كما أن المعارضة أثناء الحرب والخطر خيانة أيضاً.
أعرف بأن كثيرين لديهم تحفظات على أمور كثيرة، لكن لم يعد هذا وقت الخلاف، والتنصل من المسئولية، حينما نكون بين خيارات الموت عطشاً، أو الموت إذلالاً وقهراً على يد الدواعش وأمثالهم مثلما حدث في بلدان كثيرة ومجاورة، فالشعب المصري يظهر معدنه أثناء الخطر الذي يهدد الجميع، ولن يتخلى عن دعم أي قرار سياسي في هذا الصدد…جيشنا الشعب وشعبنا جيش.. حفظ الله مصر.