له علاماتٌ وبصماتٌ في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية.
وبالرغم من أنه كفيف البصر، فقد نبغ في الموسيقى، حتى أصبح من عمالقة المؤلفين الموسيقيين المصريين، حيث نشأته محبًا للموسيقى وهاويًا لها، وبدأ يتعلم العزف على آلة البيانو وعمره ثلاث سنوات، وكانت ابنة عمه تعلمه العزف عن طريق تسمية النغمات بأسماء الأصابع، ثم اعتمد على نفسه في عزف العديد من الأغنيات العربية والغربية المشهورة، وبدأ في تعلم التدوين الموسيقي وعمره سبع سنوات وهو في المدرسة، وجاء إلى القاهرة وعمره خمس سنوات، والتحق بمدرسةٍ لرعاية المكفوفين، وكانت آنذاك تابعةً للمعونة الأمريكية، ثم تحولت تبعيتها إلى كلٍ من وزارة التعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية.
من هو الملحن عمار الشريعي؟
هو عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي، موسيقي ومؤلف وناقد مصري، وُلد في مدينة سمالوط، إحدى مراكز محافظة المنيا في صعيد مصر لعائلةٍ تعتبر من أصول عائلة هواره بالصعيد في 16 أبريل 1948.
بدأت موهبة عمار الشريعي الموسيقية منذ أن كان طفلاً لا يتجاوز عمره السنوات الثلاث، ووفقًا للناقد والمؤرخ الموسيقي الدكتور زين نصار فقد تأسس الشريعي تأسيسًا قويًا سواء في التحصيل العلمي لعلوم الموسيقى، أو الممارسة العملية من خلال عزفه على الأكورديون، ثم دراسته لآلة البيانو 8 سنوات.
في عمره الـ 14.. عزف على آلة العود التي عرف من خلالها أسرار الموسيقى العربية، ومقاماتها، وكل فنونها من الناحية العملية، وعرضه توجهه لاحتراف عزف الموسيقى لغضب أهله عليه، وتوقفهم عن إمداده بالمال الذي كان يدبر به أمور حياته في القاهرة.
تخرج الشريعي من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 1970، عازفًا على آلة الأكورديون في عددٍ من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرةً في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورغ حيث بزغ نجمه فيه كأحد أبرع عازفي جيله، واعتبر نموذجًا جديدًا في تحدى الإعاقة نظرًا لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجةٍ كبيرةٍ على الإبصار.
نجاح عمار الشريعي وفرقة الأصدقاء!
اتجه الشريعي إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت “امسكوا الخشب” للفنانة مها صبري أول ألحانه عام 1975، وتجاوزت ألحانه الـ 150 لحنًا لمعظم مطربي ومطربات مصر وتميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرةً كبيرة، كما وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي.
في عام 1980، شكّل فرقة الأصدقاء والتي كانت تضم منى عبد الغنى، حنان، وعلاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناءٍ جماعي تصدى فيه لمشاكل المجتمع في تلك الفترة.
اهتم اهتمامًا كبيرًا بأغاني الأطفال، فقام بعمل أغاني لاحتفالات أعياد الطفولة تحت رعاية السيدة سوزان مبارك لمدة 12 عامًا متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعةٌ من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولي، نيللي، صفاء أبو السعود، لبلبة، وعفاف راضي.
وكان سبب في اكتشاف عدد من النجوم والمواهب الجديدة، مثل منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق، هدى عمار، حسن فؤاد، ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، أجفان الأمير، آمال ماهر، وحديثًا أحمد علي الحجار، وسماح سيد الملاح.
تولى منذ عام 1991 وحتى عام 2003 وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام والتي تعتبر ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية، وكانت تُقام تحت رعاية وحضور الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية، وقد بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه من مصر في كلية التربية الموسيقية، جامعة حلوان، وكلية التربية النوعية، جامعة القاهرة، ومعهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون، ورسالة دكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا.
تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلمًا، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعيًا، وعشر مسرحياتٍ غنائية استعراضية. من أشهر أعماله الموسيقية في الأفلام: الشك يا حبيبي، البرئ، البداية، حب في الزنزانة، أرجوك أعطيني هذا الدواء، أيام في الحلال، آه يا بلد، كتيبة الإعدام، يوم الكرامة، وحليم.
أما أشهر أعماله الموسيقية التليفزيونية: الأيام، بابا عبده، أديب، النديم، وقال البحر، دموع في عيون وقحة، رأفت الهجان، فاطمة، أرابيسك، العائلة، الراية البيضا، الشهد والدموع، زيزينيا، الأمير المجهول، ذو النون المصري، بين السرايات، امرأة من زمن الحب، أم كلثوم، حديث الصباح والمساء، لا، نصف ربيع آخر، أوبرا عايدة، بنات أفكارى، البر الغربي، حدائق الشيطان، العندليب، محمود المصري، أحلام عادية، ريا وسكينة، وبنت من شبرا، وكان أشهر أعماله الموسيقية المسرحية فهي: رابعة العدوية، الواد سيد الشغال، علشان خاطر عيونك، إنها حقًا عائلة محترمة، الحب في التخشيبة، تصبح على خير يا حبة عينى، لولى، ويمامة بيضا.
وفاة عمار الشريعي !!
توفي نتيجة فشلٍ قلبي في سن الـ 64 في مستشفى الصفا بالقاهرة في 7 ديسمبر 2012.