منذ بداية الخلق، أرسل الله سبحانه وتعالى إلى أصحاب الحضارات رسله يدعونهم إلى صراطه المستقيم، ولكنهم كذبوا رسلهم، وحاولوا قتلهم أو نفيهم إلى بلاد أخرى، فكان أن حلت عليهم عقوبة الله ولم يبق من حضارتهم إلى بعض الأثر أخبرنا به الله في كتبه السماوية.
قوم لوط
قوم النبي لوط عليه السلام، والتي أقمات على حدود فلسطين في أقصى جنوب البحر الميت، وفق ما اجتهد فيه الشيوخ وكتاب التاريخ، بعد الشرك بالله، كانت مشكلتهم وجريمتهم جريمة أخلاقية، فكانوا يأتون الفواحش والمنكرات، لم يفعلها بشرًا من قبلهم، بلغ بهم الانحطاط الأخلاقي إلى أن وصلوا مرحلة الشذوذ، فقد كانوا يأتون الرجال.
وكان ذلك الفعل كارثة كونها تخالف فطرة الله، فجاءهم لوط يدعوهم إلى الله وإلى عبادته وتوحيده، ثم قال لهم كما جاء في القرآن الكريم: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿81﴾.
ولكنهم قابلوا لوط عليه السلام بالتكذيب والعناد واستمروا في خبائثهم ولم يستمعوا لصوت الناصح الأمين فكانت النتيجة أن أصابهم الله بعذاب أليم.
عقاب الله لقوم لوط
توصل علماء الآثار الذين بحثوا عن آثار تلك المنطقة إلى أن أهلها قد أصابتهم كارثة عظيمة ظهرت آثارها خاصة في عظام الموتى المهشمة التي أخرجت من تحت الأنقاض.
أخبرنا القرآن الكريم بأن الملائكة جاؤوا قبل الصاعقة إلى لوط عليه في صورة بشر وأنذروه بالعذاب كما جاء في القرآن: “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ”.
آثار قوم لوط
لقد أظهرت الأبحاث والتنقيبات وجود حمم بركانية وطبقات بازلتية في المنطقة، مما دل على تعرض المنطقة لإنفجار بركاني، تماما كما جاء في القرآن الكريم.
وقد كانت الآيات تدل على حدوث انكسارات وانزلاقات وخروج حمم بركانية، وهذا ما يعتقده علماء الآثار، حيث اكتشف العلماء أن المنطقة تحت شاطئ البحر الميت مليئة بغاز الميثان المشع، فجزموا باحتمالية تحريك الزلزال لهذه الغازات وإيقاظها مما أدى إلى انزلاق المدينة داخل البحر.