أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار عن اعتزام الوزارة افتتاح 9 مشروعات أثرية، منها قصر البارون إمبان والذي يعتبر أحد أكثر الأماكن الأثرية تميزًا في منطقة مصر الجديدة.
وبدأ بناء القصر عام 1907 وانتهى في عام 1911 وهو يواكب فترة الخديو عباس حلمي الثاني، وهو الرجل الذي عرف بأبو ترميم الآثار الإسلامية، وهو ابن الخديو توفيق وجده الخديو إسماعيل، والذي أسس مصر الحديثة استكمالًا لأعمال جده الأكبر محمد علي باشا، فنستطيع أن نقول أن القصر ينتمي للفترة الحديثة ولكن بطراز وفنون مختلفة.
من هو البارون؟
هو جوزيف إدوارد إمبان، ولد عام 1852 وتوفي عام 1927 وهو من أصل بلجيكي ويطلق عليه في كل المراجع العربية والأجنبية أنه رجل الصناعة الأول في العالم فهو خريج هندسة وتعلمها في أكبر الجامعات بباريس، وكان جوالًا رحالًا سافر الهند وكانت معشوقته، وسافر الكونغو وبلاد أفريقية كثيرة، وسافر لكل العواصم الأوروبية، ثم بدأ في استثمار أمواله في الصناعة.
وزارة الآثار تضع لمساتها الجمالية الأخيرة في قصر البارون بالأسكندرية تمهيداً للافتتاح
انتقال البارون إلى مصر
ركب البارون باخرته من الهند التي عاش فيها كثيرًا، وجاء إلى مصر عام 1904، وانبهر بالقاهرة الخديوية التي بناها عاشق مصر الإسلامية الخديو إسماعيل، وقد عاصره البارون عند مقدمه، ولما وصل البارون، تأمل شمال القاهرة بعد الريدانية وبعد العباسية، وهي منطقة صحراوية خالية والمعروفة الآن بمصر الجديدة، والتي أطلق عليها “هليوبوليس”، والمشتقة من معبد الشمس القديم.
وقرر أن يشترى مساحة تقدر بحوالي 25 كم متر، وبدأ في تأسيس مدينة سكنية، وقبل بدء التأسيس بدأ في بناء البنية التحتية لهذه المدينة من كهرباء ومياه وصرف صحي، وأطلق على المدينة “واحة عين شمس”.
أهم إنشاءات قصر البارون
جاء الباورن إلى مصر وصار من المشاركين الأساسيين في صناعة وسائل المواصلات، فهو كان من المؤسسين لمترو باريس، وأصبح من أكبر المشاركين في هذه التكنولوجيا بالقرن الـ 19، ولقب بلقب البارون من ملك فرنسا بعد انتهاء هذا المشروع، وعلى أطراف هذه المدينة شرع في بناء قصره، وربط بين مدينته والقاهرة بواسطة المترو الكهربائي، كما بنى كنيسة في هذه المدينة والمعروفة بكنيسة البازيليك ولا تزال موجودة إلى وقتنا هذا، وكانت هذه الكنيسة في الأصل مطلية باللون الأحمر، وكان الأهالي يطلقون عليها الكنيسة الحمراء، وتخطيط المدينة وبناء القصر وتخطيط المدينة استغرق من 1907 إلى 1911.
كما قام ببناء ناد ضخم “نادي هليوبوليس”، وقام ببناء قصر هليوبوليس “الاتحادية”، وبني ناد للخيل، وناد للبلياردو”، “والمترو الذي أسسه البارون وهو مترو كهربائي يربط ما بين وسط البلد القاهرة، وما بين مصر الجديدة وكان يمر بجانب الكنيسة ثم يرجع ويدور من منطقة الكوربة.
أصل اسم الكوربة
انتشر المترو في عام 1907 وكان الكمسارية بلجيكيين، حيث كانت مصر تستقطب الأيد العاملة من أوروبا، فكان الكمسري عند الدوران يقول “لاكورب” ومعناها الدوران، فسميت المنطقة بالكوربة.
سر تصميم قصر البارون
القصر تم اختياره من خلال معرض معماري في باريس، حيث استعرض البارون عدد من التصميمات ووقع اختياره على هذا التصميم المميز للمعماري ألكسندر مارسيل، فاشتراه، والفنان صاحب الزخارف هو الفنان الفرنسي لويس كلود.
وجاء التصميم نقلًا لفكرة المعابد الهندوسية والكمبودية، والمعبد الذي تم اشتقاق شكل القصر منه هو معبد “إن كروات” ومن معبد “أوريستا الهندوسي”، وبدأ يظهر الشكل المميز لقصر البارون، ويمثل شكله من أعلى شكل الزهرة المتفتحة.