منذ أن نشأت الأحزاب السياسية التي تجمع بين فكر وأيدولوجية مجموعة من يحاولون التعبير عن رؤاهم ومبادئهم ومذهبهم السياسي الذي توحدوا عليه.. ويمكن القول بأن الحزب هو جماعة منظمة رسمية تعبر عن رؤيتها وأفكارها وتقوم بدور تثقيفي لأفراد المجتمع في إطار قانون وعبر قناة شرعية، سواء كانت تسعى إلى الحكم من خلال السلطة أو مناصب داخل الحكومة أو النظام أو حتى تقديم أجندة موازية له في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية.
يمكن القول أيضًا أن الحزب السياسي من شروط استمراريته استمرارية التنظيم التي تميزه عن باقي التنظيمات كالائتلافات والتحالفات وغيرها من المصطلحات التي تزول بزوال مؤسسها.، وكذلك الرغبة في ممارسة السلطة والبحث عن مساندة الشعب والجماهير بوسائل مختلفة في مجالات متنوعة.
في مصر أو ربما في جميع المجتمعات أظن.. تحولت الأحزاب من النظام الأفضل وهو نظام الحزب الأيدولوجي المتمسك بالفكر والبمائد والمذهب السياسي المميز، إلى أحزاب براجماتية مرنة تتغير مع تغيرات الواقع ووفقًا للظروف القائمة، ليست المرونة التي تعني التطور والتحديث بما يتوافق مع المناخ الحديث، بقدر ما هي مرونة غير محمودة غير واعية قائمة على الحمد والثناء فقط أو الاحتجاج والهجوم فقط، وكذلك التحول إلى أحزاب أشخاص ويجب أن نُدرك جيدًا أن هناك فارق كبير بين حزب الشخص وحزب الكوادر والصفوة، فأحزاب الأشخاص تسودها الديكتاتورية وتخدم الديكتاتور القائم فقط، أم أحزاب الصفوة والكوادر فلها أيدلوجية وفكر.
تخلت الأحزاب عن وظائفها أحيانًا وعن مفهومها الحقيقي أحيانًا أخرى، إننا بحاجة لضخ دماء جديدة، لا أعني التخلي أبدًا ولكن أعني الدماء الفكرية الجديدة التي لا تتخلى عن المبادئ الراسخة في المدارس القديمة، وتجمع بين الفرك والمتطور والقوة والقُدرة على وضع أجندات وأوراق عمل مساندة للدولة وداعمة للجماهير وناهضة للمجتمع، والتخلي عن الغطرسة والعنجهية السلطوية التي نشأت في النفس، والسماح بتبادل الأفكار والمقترحات بشكل حقيقي ليست مجرد كلمات وشعارات أمام الكاميرات وما يحدث تحت “الترابيزة” كان أعظم.