بنت بري في رحاب الدراويش
بادئ ذي بدء.. صلاة وسلاما على نبينا المصطفى.. كنا قد انتهينا عند ذهاب فاطمة إلي مولانا ولي النعم، وأظنه كان الثلاثاء، الليلة الكبيرة للمولد لعام 2017، كان يومًا عاديًا وجميلًا، وكانت علي تواصل مع هاشم علي الهاتف بين الحين والآخر الي ان اتي في قطار الواحدة أو الثالثه لا أتذكر من طنطا الي القاهرة ولكنها لم تلتقي به إلا قبل المغرب بقليل بعد انتهاء كل منهم من زيارته لمولانا والأضرحة المجاورة.
كانت تقف أمام مخرج باب السيدات في الساحة وتتواصل معه هاتفيا، جاء هاشم من اتجه إلى ستنا أم الغلام، حين نظرت إليه شعرت بإحساس غريب تكاد لا تفهمه إلى الآن.
بنت بري في رحاب الدراويش
هاشم وسيم الطلة، حسن المظهر، ذكي الرائحة كعادته.. ولكن كل هذا كان من قبل هي الآن رأته بروحها التي تبددت منذ وضعت قدماها داخل مقام ولي النعم. شعرت وكأن روحها خرجت وتبدلت بروح جديد حتى أنها شعرت بعدم القدرة علي الثبات والاهتزاز بقدميها.
نعود لهاشم الذي شعرت بقلبها يكاد يخرج من جسدها عندما رأته قادما نحوها كالغريق الذي رأي السفينة، ويد القبطان تمتد إليه فاطمئن وأغشي عليه مسلما نفسها إليه، فقد أخبرته فيما بعد بلقاء جمعهما وحدهم ماذا ترى في قالت: “أري فيك حكمة وفطنة سيدي عثمان بن عفان طيبة سيدي أبو بكر الصديق وحكمه الإمام علي بن أبي طالب وعدل وحزم الفاروق عمر بن الخطاب، وقبس من نور المصطفى صلوات الله عليه”، رد مبتسما أن هذا عشق وليس حب، قالت ولا ظني أن يراك أو يعشقك مثلي، وكيف وهي تعشق روحه التي لم يصل إليها أحد مثلما فعلت.
بنت بري في رحاب الدراويش
ذهبا إلى كافيه بجوار الفيشاوي وهو له قصة معهم فيما بعد، ذهبا جميعاً، وكان هناك أناس كثيرة يسلمون عليه لدرجة أن البعض فيما بعد أخبرها أنا كنا نظنك زوجته.
المهم بعد ذلك تحركوا جميعاً لخدمة الشريفة كاريمان وهناك نادي عليها هاشم لتجلس مع الشيخ المنشاوي ذلك الشيخ الخلوتي القاطن بمحافظة البحيرة.
الذي شعر بها منذ سلامة عليها أخبرها بما يحدث معاها وماتراه في نومها صاحت منبهرة: “نعم نعم”.
قال هاشم: “اصمتي واسمعي”، تحدث معاها الشيخ مطمئنا لها وهو من بشرها بأنها ستتزوج درويش من المحبين.
انتهت الجلسة بانكسار خاتم الشيخ لما حملة من احمال كثيرة عنها وذهب هو وهاشم وصديق لهم ثالث لتصليحه وتحركت هي ومن معاها علي مدينة ابا الفتيان لتبدأ حياة جديدة في رحاب ال البيت وترى أمورا لم تدرك مغزاها الي الآن ….يتبع