أبطال غير عاديين، يواجهون المرض بصدر رحب وبإنسانية لا مثيل لها، يستقبل عمال مستشفى العجمي للعزل عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا القاتل، دون خوف أو هلع، في رحلة نحو الحجر الصحي الطويل، من أجل الاستشفاء والتعافي، يرفعون شعار “أنا في العزل عشانك.. خليك في البيت عشاني”.
بابتسامة تلمأ الوجه، وقلب ملئ بالتفاؤل، و حرص شديد، وبدون خوف، يبدأ العمل صباح كل يوم، داخل المستشفى، بخلية نحل مكتملة قوية ذات عزيمة وإرادة، أطباء وأطقم تمريض وعمال وأفراد أمن.
يقول مصطفى سعد، أحد العاملين في مستشفى العجمي للعزل الصحي، صاحبة أكبر عدد من حالات الشفاء من وباء كورونا، لـ”الريادة نيوز”، نحن كفريق العمل منذ اليوم الأول الذي بدأنا فيه عمله، ونتعامل بكل إنسانية وحب وتراحم وود مع بعضنا البعض ومع المرضى، نتعامل جميعًا كأسرة واحدة، نهون على الجميع وعلى أنفسنا، حتى أننا مازلنا نتواصل مع بعض الحالات بعد خروجها، بسبب أننا تراحمنا وتصادقنا طوال رحلة العلاج.
ويضيف، نراعي بالطبع الجوانب النفسية والعصبية للحالات، خاصة حال وصولها أول يوم، لأننا نشعر بما يشعرون به، وكيف لشخص أن تكون حالته وهو مقبل على “عزل”؟، نحاول أن نساعد الأطباء وطاقم التمريض في مراعاة الحالة النفسية، وهو أمر ضروري جدًا في الشفاء والتعافي كما تعلمنا.
وتابع “مصطفى”، أحيانًا يتم توزيع باقات ورد على المصابين، بالإضافة إلى كروت بأسمائهم بهدف كسر العامل النفسي قبل العلاجي، نظراً لأهميته في رحلة العلاج، الأمر الذي يشعرهم بالاهتمام بهم، لكن بالنسبة لي أحب الأطفال كثيرًا، وهم أكثر اهتماماتي داخل المستشفى أثناء تواجدهم، حتى أن أحد الأشخاص شعر بسعادة بالغة، وقدم لنا الشكر والتقدير على الجهود المبذولة، خاصة وأن المسشتفى احتفلت بعيد ميلاد ابنته، بحضور مدير عام المستشفى والمشرفين.
وأردف: “جميع فرق العمل الطبي والتمريض والعاملين يحرصون على تأدية واجبهم الوطني والطبي والتفاني في معالجة المصابي”، مؤكدًا أن أكثر حالات السعادة عندما تُعلن المستشفى تعافي أحد المصابين، وكيف ترى الفرحة في عيناه الذي جاء مستسلمة للموت على أبواب المستشفى، وحالة نفسية سيئة، إلا أن كل هذا يتلاشي تمامًا مع المعاملة الطيبة والانتصار على الفيروس وهزيمته.
مع كل هذا، شدد “مصطفى” على ضرورة الالتزام بالإجراءات والتعليمات التي أعلنتها وزارة الصحة، والإرشادات التوعوية، للوقاية من الإصابة بالفيروس، مؤكدًا أن العاملين في المستشفى، ناشدوا جميع المواطنين، من خلال حملة خليك في البيت، رافعين شعار “أنا في العزل عشانك.. خليك في البيت عشاني”.