من هو الشاعر الذى قتله شعره
حنان أمين سيف
من هو الشاعر الذى قتله شعره، ابو الطيب المتنبي، يعتبر من الشعراء الذين اكتسبوا اهمية، وعرف بشخصيتة المميزة، شاعر وحكيم، جسد بشعره اصول الحكمة والفلسفة، كما انه يتميز بذكائه الحاد و وذاكرته القوية، قتلته ابيات شعرية وهو لم يتجاوز الخمسين من عمره.
ابو الحبيب احمد بن حسين بن الحسن ابن مره بن عبد الجبار، وشهرته المتنبي، من مواليد الكوفة بالعراق عام 915م، والده كان يعمل حامل خزانات مائية، وقام والداه بمساعدته على إستكمال تعليمه لانه رأى فى ابنه موهبة شعرية.
عندما كان في التاسعة من عمره، بدأ كتابة الشعر، ولا تزال العديد من قصائده منتشرةً حتى الان فى جميع انحاء العالم، عتبر من الأمثال الشعبية القديمة، التحق بالكتاب مع ابناء اشراف العلويين، لتعلم اصول اللغة العربية، وكان يقضى معظم وقته مع الوراقيين ليقوم بقراءة فى كتبهم حتى اكتسب معظم علمه هناك.
منذ مولد المتنبي بالكوفة، وهو يعاني الاضطرابات المجتمعية، وذلك بسبب صراعات الحكام والخلفاء على كرسي الحكم، مما جعله يقود ثورة قرمطية عام 932م فى سوريا ، حتى تم القبض عليه قمعه وسجنه لمدة عامين، ثم خرج من السجن واصبح شاعرا متجول، وبدا يمدح الأمراء والملوك فى شعره.
قصائده
وصلت قصائد المتنبي الى حوالى ثلاثمائة وستة وعشرين قصيدة، متنوعة بين اغراض بلاغية كثيرة منها: ابراز الحكمة، والفلسفة، الفخر، والمدح، والهجاء، ويعرف المتنبي بشعره البسيط، غير المصطنع.
قام المتنبي من خلال اشعاره بمدح سيف الدولة، بسبب الانتصارات العسكرية في شمال سوريا، حتى جمعتهما علاقة صداقة وطيدة، حتى اجبر المتنبي فى عام 957 ان يترك سوريا ويتجه الى مصر، التى كان يحكمها الإخشيديين فى ذلك الوقت.
اثناء تواجده فى مصر تعرف على شخص أثيوبي يُدعى أبو المسك كافور وهو كان عبدا، وبعد اساءه المتنبيى الى كافور فى قصائده هرب مرة اخرى من مصر وقام بعدها بعدة رحلات أخرى، حتى ذهب الى بغداد لكنه لم يمكث طويلا بسبب حملات القرامطة المتعددة على بغداد، مما جعله يذهب الى مدينة شيراز ايران ويستقر هناك.
مولده ونشأته
ولد المتنبي فى مدينة الكوفة بسوريا، عام ثلاث وثلاثمائة في منطقة تسمى كنده، لكن هنالك اختلافات من بعض المؤرخين حول نسبه، فمنهم من قال أنّ اسم المتنبي هو أحمد بن الحسين بن مرّة بن عبد الجبار الجعفي، ومنهم من قال أن اسمه أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي، وأخبر آخرون أن اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي.
كما اختلف ايضا المؤرخين حول هل كان شيخا، ام حامل خزانات مائية، حتى المتنبي لم يذكر والده فى ديوانه ولم يفتخر به او يشير اليه باى كلمه، حتى اعتقد البعض انه لا يعرف والده، وهنا احتار المؤرخين حول السبب الحقيقى وراء هذا التجاهل، هل لم يعرف المتنبي من هو والده ام والده كان رجلا بسيطا وليس له قيمه حتى لا يذكره.
اما والدته فلا احد يعرف من هى ولا ما هو اسمها ولا بلدها، وجدته لامه هى من قامت بتربيته والاعتناء به، ويذكر انها كانت امرأة صالحة، وبعض المؤرخين ذكروا انها كانت من الكوفة وانها تنسب الى بني همدان، وبعد وفاتها رثاها المتنبي بهذا البيت،
لَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا
تزوج المتنبي من امرأة شامية ورزق منها بولد اسمه محسد.
وفاة المتنبي
كان المتنبى اهان شخص يدعى ضبة الاسدي، فى بعض قصائده، وعندما سمع خال ضبة ويدعى فاتك بما حدث ، فأراد الثأر لابن اخته، التي توفت امامه بسبب سبها من قطاع الطرق أمام ضبة وأسرته.
لذلك قرر فاتك خال ضبة اعترض طريق عودة المتنبي وولده وخادمه الى الكوفة، وحاول قتله ولكنه تمكن من الفرار وترك ولده وخادمه،
ولكن خادمه قال: لا يتحدث عنك الناس بالفرار، وأنت القائل :
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فعاد المتنبي لمواجهة فاتك، وقام فاتك بقتله، وتمكن بعدها من ابنه وغلامه.
من اقوال المتنبي
ومن ينفق الساعات في جمع ماله*** مخافة فقر فالذي فعل الفقر
الخيل والليل والبيداء تعرفني***والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أعز مكان في الدنى سرج سابح *** و خير جليس في الأنام كتاب
على قدر أهل العزم تأتي العزائم***وتأتي على قدر الكرام المكارم***وتعظم في عين الصغير صغارها***وتصغر في عين العظيم العظائم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله*** وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
ولما صار ود الناس خبا***جزيت على ابتسام بابتسام***وصرت أشك فيمن أصطفيه***لعلمي انه بعض الأنام
وإذا لم يكن من الموت بد***فمن العجز أن تموت جبانا
إذا غمرت في شرفٍ مروم ********** فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقيرٍ ************* كطعم الموت في أمرٍ عظيم
لايسلم الشرف الرفيع من الاذى *** حتى يراق على جوانبه الدم
وإذا كــانــت الــنفــوس كـبــارا====تعـــبت في مرادهــا الأجـسام
يا أعدل الناس إلا في معاملتي*** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ . . . . ومن لكَ بالحَّر الذي يحفظُ اليدا
يموتُ راعي الضأن جهلهِ ********* مِتة جالينوس في طِبهِ
وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل
انعم ولذ فللأمور أواخر *** أبدا كما كانت لهن أوائل***للهو آونة تمر كأنها*** قبل يزودها حبيب راحل
أنعم ولذ فللأمور أواخر***أبدت إذا كانت لهن أوائل***مادامت من أرب الحسان فإنما***روق الشباب عليك ظل زائل
لقد أباحَكَ غشاً في معاملةٍ . . . . من كنتَ منه بغيرِ الصدق تنتفعُ
عش عزيزا أو مت و أنت كريم —— بين طعن القنا و خفق البنود
ذريني أنل ما لا ينال من العلا===فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
النوم بعد أبي شجاع نافر *** و الليل معي و الكواكب ظلع
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي *** وبنفسي فخرت لا بجدودي
والله لو كانت الدنيا بأجمعها***تبقى علينا ويأتي رزقها رغدا***ما كان من حق خر أن يذب بها***فكيف وهي متاع يضحمل غدا
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى*** حتى يراق على جوانبه الدم
إذا غامرت في شرف مروم*** فلا تقنع بما دون النجوم***فطعم الموت في أمر حقير*** كطعم الموت في أمر عظيم