ثمة أمر ما لا يعمله أحد، فصفحات التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تداولت خبر وفاة أردوغان، الرئيس التركي، دون أدلة، حيث قالت الأخبار المتداولة إن وفاة أردوغان جاءت إثر نوبة قلبية مفاجئة، الأمر الذي دوى صداه مؤثرا وذاع في العديد من وسائل الإعلام الدولية، في الوقت الذي لم يصدر خلاله أي تعليق تركي حول الموضوع.
وانتشرت أخبار غير مؤكدة نسبت إلى موقع بي بي سي الإخباري دارت حول وفاة أردوغان، وفي الحال تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر دون تأكيده ليثير العديد من الجدل، ليخرج مصدر رئاسي في تركيا، وفقا لموقع “آراب تركي، يؤكد أن الأخبار المتداولة في بعض وسائل الإعلام، صباح اليوم، عن وفاة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخبار كاذبة وغير صحيحة، ولا تعدو إلا أن تكون محض شائعات.
وأضاف الموقع التركي، إلى أن المصدر الرئاسي في أنقرة، اتهم عددا من وسائل الإعلام العربية بتعمد نشر هذا الخبر لأسباب مجهولة.
على الجانب الآخر خرج “أردوغان” متحدثًا عن تعزيز أنقرة وجودها عند شواطئ قبرص مستخفة بالعقوبات الأوروبية، حيث استمرت السفن التركية في الحفر قبالة سواحل قبرص، حتى بعد أن قررت دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أنقرة بسبب ذلك.
ووعدت الخارجية التركية بأن تقوم البلاد بتعزيز أنشطتها الاستكشافية في المنطقة التي تعتبرها السلطات القبرصية منطقة اقتصادية حصرية.
وهكذا، فعلى الأرجح سيتم إعداد تدابير أوسع نطاقا ضد تركيا. ليس من قبيل الصدفة وصول وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، في الـ 16 من يوليو، إلى الولايات المتحدة، فعلى أجندة المفاوضات مع كبار ممثلي الإدارة الأمريكية اتخاذ تدابير رادعة جديدة ضد أنقرة.
ويعتقد “أردوغان” بأن المشكلة الرئيسية هي أن القبارصة الأتراك محرومون من استخدام حقهم في موارد الجرف، في حين أن نيقوسيا تسيطر عمليا على الثروة الساحلية وتطرح مناقصات بين شركات الطاقة.
إلى ذلك، فقد تشكل عمليا “مثلث غاز”، على علاقة بثروات الجرف (القبرصي)، من قبرص واليونان وإسرائيل. قررت الدول الثلاث إنشاء خط أنابيبEastMed لنقل الغاز إلى الدول الأوروبية. وقد تلقى المشروع دعما أمريكيا.
ومن الممتحن أن تنعطف الأحداث بشكل غير متوقع، ففي مايو، استعرض الجانب التركي استعداده لاستخدام القوة، فأجرت أنقرة أكثر المناورات العسكرية طموحا في تاريخها، تحت اسم “ذئب البحر”، ورأى فيها المحللون رسالة إلى الولايات المتحدة.
وقد شاركت في المناورات التركية التي جرت في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود حوالي 60 طائرة مقاتلة وأكثر من 30 طائرة هليكوبتر و 130 سفينة وحوالي 26 ألف جندي.
ومن غير المستبعد إطلاقا زيادة الضغط على أنقرة، فمشروع ميزانية الدفاع الأمريكية للعام 2020، الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد، يتيح مجالا كبيرا لذلك.
في اسطنبول يخض الكثير للمحاكمات بتهمة إهانة الرئيس التركي أردوغان، حيث أيدت المحكمة العليا في تركيا حكماً بالسجن 11 شهراً للمغنية التركية الشهيرة زحل أولجاي بتهمة إهانة أردوغان.
وتتهم السلطات التركية أولجاي بـ”إهانة” الرئيس التركي أردوغان خلال حفل موسيقي بتغيير كلمات أغنيتها والإشارة لأردوغان، لكنها دافعت عن نفسها قائلة إنها غيرت الكلمات ووجهت إشارة بيدها لأحد الموجودين في الحفل وليس الرئيس. إلا أن النائب العام وجه لها تهمة “الإهانة”، وأولجاي (61 سنة) مغنية وممثلة تركية شهيرة حائزة على عدة جوائز محلية ودولية.
وترى الشرطة والقضاء أي انتقاد يستهدف أردوغان أو حكومته “إهانة”، فيما يقول متابعون إن هذا وسيلة السلطات هناك “لإقصاء الخصوم”.